الطبقة الوسطى في كندا تبتعد ملكية المنازل حالياً، بسبب جنون الاسعار في المدن حيث أدت التوقعات العالية إلى عملية شراء عقار بعيدة عن متناول الجميع باستثناء الأسر ذات الدخل المرتفع، بل أصبحت معظم المدن في جميع أنحاء البلاد بعيدة عن متناول الطبقة الوسطى في البلاد، حيث تحتاج الأسرة المتوسطة حالياً إلى إنفاق ما يصل إلى 80٪ من دخلها لدفع الرهن العقاري على منزل في سوقها المحلي.
لم تكن المدن الكندية في متناول الجميع من قبل، لكن الفجوة كبرت بشكل لا يصدق، احتاجت الأسرة المتوسطة إلى إنفاق 53.2٪ من دخلها لتحمل رهن عقاري على منزل نموذجي في الربع الأول من عام 2022، وهذا يمثل زيادة بمقدار 13 نقطة عن المتوسط منذ عام 2000 حيث كانت 40.5٪، وهو بالفعل يجعل امتلاك منزل امراً صعب المنال بالنسبة لمعظم المشترين.
تورنتو
يُظهر المخطط التالي نسبة الانفاق للأسرة المتوسطة من اجمالي دخلها للحصول على رهن عقاري لشراء منزل نموذجي في معظم أنحاء كندا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الأسرة المتوسطة في تورنتو ستكون بحاجة إلى إنفاق 75.6٪ من اجمالي دخلها في الربع الأول من عام 2022، ويمثّل ذلك زيادةً قدرها 25.9 نقطة عن المتوسط منذ عام 2000 والتي كانت 49.7%، وعلى الرغم من صعوبة شراء منزل بالنسبة للسكان، من المتوقع أن يخصصوا دخلاً أكثر بنسبة 50٪ مما فعل الجيل السابق.
فانكوفر
أما في فانكوفر والتي تعد عقاراتها من أغلى العقارات في العالم، ما يجعل امتلاك عقار هناك امر “صعب جداً” والمشكلة اكمن بقلة ما يكسبه المواطن مقارنة بأسعار العقارات هناك، حيث تحتاج أسرة متوسطة الدخل لتخصيص 81.4٪ من اجمالي دخلها لسداد الرهن العقاري في الربع الأول من عام 2022. ويمثّل ذلك زيادة بمقدار 18.2 نقطة عن المتوسط منذ عام 2000 والتي كانت 36.2%.
كالغري وإدمونتون
هناك سوقان رئيسيان فقط في كندا والتي تعد أسعارها معقولة، وهما كالغري وإدمونتون، حيث يحتاج متوسطي الدخل في كالغري إلى إنفاق 27.9٪ من دخلهم لتسديد الرهم العقاري في حالة شراء منزل في الربع الأول من عام 2022، حيث ويعد ذلك أقل بـ 4.5 نقطة من المتوسط طويل الأمد منذ عام 2000 والتي كانت 32.4%.
في إدمونتون سجل تحسناً في وضع السوق العقاري والذي وصف بذات الأسعار المعقولة، حيث يحتاج متوسطي الدخل إلى إنفاق 25.5٪ من دخلهم لتسديد للرهن العقاري في حالة شراء منزل في الربع الأول من عام 2022، ويعد ذلك انخفاض ملموسا قدره 3.9 نقاط عن المتوسط طويل الأمد منذ عام 2000 والذي كان 29.4٪.
تجدر الإشارة إلى وجود العديد من الأسباب وراء تحسن القدرة على تحمل التكاليف في بعض أسواق كندا، فعلى الرغم من عدم انخفاض أسعار المساكن، إلا أن الدخل قفز أسرع بكثير من ارتفاع تكاليف خدمة الديون. وفي الوقت نفسه، لا يدرك معظم الناس أن المعدلات لا تزال أقل بنسبة 41٪ مما كانت عليه في بداية عام 2020. ويعود التراجع في القدرة على تحمل تكاليف الأسكان في معظم الأسواق إلى المعدلات المنخفضة التي تغذي الوفرة، مع استمرار حصول الأسر على خصم على رأس المال.
