يدفع الارتفاع الصاروخي في الأسعار المزيد من الكنديين إلى اتخاذ قرارات صعبة، مما يترك حتى عائلات الطبقة المتوسطة للاختيار بين شراء الطعام الذي يحتاجون إليه ودفع فواتيرهم.
وجدت دراسة استقصائية حديثة من Food Banks Canada أن واحدًا من كل خمسة كنديين ذكر أنه جائع خلال العامين الماضيين، ومع مساهمة الحرب في أوكرانيا في أكبر أزمة تكلفة معيشية في القرن الحادي والعشرين، وفقًا لتقرير للأمم المتحدة صدر هذا الأسبوع، حتى العائلات في البلدان الأكثر ثراءً تشعر بالضيق.
سجل التضخم في كندا أعلى مستوى له في ثلاثة عقود في أبريل، حيث وصل إلى ما يقرب من %7، وجاء في إفادة صادرة عن مجموعة الأمم المتحدة للاستجابة للأزمات العالمية أن الحرب في أوكرانيا حاصرت شعوب العالم بين المطرقة والسندان.
الصخرة هي الصدمات الشديدة للأسعار في أسواق الغذاء والطاقة والأسمدة بسبب الحرب، والمكان الصعب هو السياق الهش للغاية الذي وصلت فيه هذه الأزمة، وعالم يواجه أزمات متتالية لوباء COVID-19 وتغير المناخ.
عائلات الطبقة الوسطى بالكاد تغطي نفقاتها
الوضع الحالي يجعل الأمر صعبًا على أشخاص من الطبقة الوسطى، حيث البعض إن قبل الجائحة في أوائل عام 2020، كانت توصف العائلة المكونة من أربعة أفراد بأنها من الطبقة المتوسطة، اما الآن يعدون من الطبقة الفقيرة، وماذا يعني أن تكون من الطبقة الفقيرة؟
أي الطبقة التي لا تستطيع أن تشتري كل ما يحلوا له، وتقاتل بالعمل الشاق فقط لدفع مستحقات الحياة وبعض الأحيان هناك تأخير بدفع بعض من الالتزامات، مثل تأخر دفع بطاقة الائتمان، فواتير الهاتف او الغاز والكهرباء الخ.
يشعر الكثير من الكنديين بالأحباط لأن ما يحصل ليس خطأ من جانبهم ليقبلوا تغير نمط حياتهم بالكامل، مثال على إطعام أسرة تضم توأمان يبلغان من العمر 11 عامًا، أمر صعب حتى مع وجود دخل مزدوج.
إن الأسرة كانت قادرة على تحمل تكلفة تخزين الأشياء الإضافية عند التسوق من البقالة، لكن الآن لا يمكنهم تحمل سوى الضروريات وبالكاد يجتهدون في الحصول على ما يكفي، والكثير قطعوا بعض انواع اللحوم، فبدلاً من شراء شرائح اللحم، يشترون الرز والزيت والأساسيات التي ممكن تخزينها.
ارتفاع أسعار كل شيء في الأشهر القليلة الماضية وأهمها البنزين، جعل الكثير من الكنديين وبحلول الأسبوع الأول من الشهر، تنفذ نقودهم ما اضطر البعض أيضًا إلى تقليص أو الابتعاد عن شراء المكملات الغذائية التي كانوا يشتريها للمساعدة في علاج بعض الامراض المزمنة مثل عسر الهضم وغيرها.
تستمر التكاليف في الارتفاع، لكن الأجور تظل كما هي، حتى العائلات ذات الدخل المتاح أكثر تقول إنها تتضرر وهذا الوضع سيحطم الناس ليس فقط من الناحية المالية، ولكن أيضًا على الصعيد النفسي، حيث ألغى الكثير من الكنديين الرحلات الاسبوعية مثل زيارة غرب أونتاريو أو نياجارا وغيرها من الأماكن التي كانوا يذهبون أليها للتغيير والاسترخاء بعد عناء العمل الاسبوعي.
لابد من حلول من الحكومة للسيطرة على أسعار المواد الغذائية و الوقود وتكلفة الإسكان التي أصبحت ترهق الكنديين، حيث أصبح الكثير من يتحلون عن خصوصيات الحياة ويعيشون كالطلاب في منازلهم بسبب مشاركة مكان العيش لتغطية نفقاته، وعلى الحكومة أن تجد الطرق الصحيحة للعلاج وليس حلول قصيرة الأمد تعود بالمصائب على رؤوس الكنديين مثلما فعلت من قبل.