سار نشطاء مناهضون للإجهاض في شوارع أوتاوا بعد ظهر اليوم الخميس متسببين بأزمة سير خانقة، حيث أنطلق هؤلاء المتظاهرون الذين تجاوز عددهم الـ 1000 شخص بعد ظهر اليوم الخمسي 12-مايو من باحة مجلس النواب في وسط العاصمة الكندية، باتجاه قلب مدينة أوتاوا.
تقول المتظاهرة من أجل الحياة لين سيمار إنها تعارض الإجهاض: إذا أردنا السلام في العالم، يجب أن تتوقف مثل هذه الأمور. البدائل موجودة، وهناك التبني، تضيف المتحدثة بأنها لا تريد إدانة النساء. لكنها ترفض شعار جسدي خياري.
لين سيمار فقدت جنينها بعد أسابيع من الحمل وهي وجدت ذلك مؤلماً جداً حيث حملته بين يديها، أيقنت أنه جسد آخر وليس أجزاء جسد، وهو بحاجة إليها لكي يكبر وينمو.
في موازاة هؤلاء المناهضين للإجهاض، كان يسير مئات الأشخاص من المطالبين بحرية الاختيار والحق بالإجهاض، وقد شوهد تواجد كثيف لعناصر الشرطة في المكان، وقد وضعت أسلاك حديدية للفصل بين المتظاهرين من مستويين أيديوليجيين مختلفين.
في وقت سابق من بعد ظهر الخميس، استمع معارضو الإجهاض إلى خطب ذات محتوى ديني من المتحدثين الضيوف، ومع ذلك، وفي مكان قريب، تظاهر بضع مئات من الأشخاص من المدافعين عن حرية الاختيار بصوت عالٍ وشوهد بينهم العديد من الشباب الذين أتوا مع صديقاتهم للدفاع عن حق المرأة في الإجهاض.
أوضح العديد منهم أنها المرة الأولى التي يشاركون فيها في تظاهرة تطالب بالحق في الإجهاض، ويشرحون أنهم معتادون على النزول إلى الشوارع من أجل التغييرات المناخية للاحتجاج على مواقف الحكومات. لكن هذه المرة، مع احتدام الجدل في الولايات المتحدة، على خلفية تسريب وثيقة المحكمة الأميركية العليا، فإنهم يشعرون أنه من واجبهم التحرك ورفع الصوت.
في سياق متصل، وفي بيان صحفي صدر أمس، قالت دائرة شرطة أوتاوا إن بعض الطرق ستغلق ابتداءً من الساعة الواحدة بعد الظهر، ونصحت الشرطة سائقي السيارات بإيجاد طرق بديلة للعودة إلى منازلهم في فترة ما بعد الظهر.
يذكر أن تظاهرة اليوم تندرج في المسيرة الوطنية من أجل الحياة التي تقام سنويًا في العاصمة الكندية منذ 25 عامًا. وهي السنة الأولى التي تعود فيها المسيرة حضوريا بعدما جرت عام 2020 بشكل افتراضي وبشكل هجين العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19.
يتزامن هذا الحدث مع الذكرى السنوية للتصديق على مشروع القانون المعروف بـ Omnibus Bill C-150 عام 1969. الذي بموجبه تم إلغاء تجريم وسائل منع الحمل والسماح بالإجهاض في ظروف معينة. جرى ذلك في عهد حكومة بيار إليوت ترودو والد رئيس وزراء كندا الحالي جوستان ترودو.
في السنوات الأخيرة، جذبت المسيرة حشودًا بالآلاف، وسار أيضا بموازاتهم متظاهرون يعاكسونهم الرأي، يطالبون بالحق في الاختيار وبالتالي الحق في الإجهاض.
وقد اتخذ هذا الحدث طابعًا خاصًا هذه السنة نظرًا للمناقشات الحالية حول الإجهاض التي تشهدها الولايات المتحدة.
تقول منسقة خدمات التدخل في مركز المساعدة ومكافحة الاعتداءات الجنسية جوزيه لاراميه لا شك أن ما يحدث في الولايات المتحدة، حيث يريدون تجريم الإجهاض، له تأثير في كندا، كونه يعطي دفعاً للمجموعات المؤيدة للحياة التي نطلق عليها مناهضة للاختيار في أن ترفع الصوت عالياً.
وهذا بدأنا نراه بالفعل عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي الجمعيات النسائية، وهذا يثير غضبا واسعا في نفوسنا، على حد تعبير المتحدثة.